انتهى الصيف وكانت عطلة ممتعة. فبعد أن تكون قادرًا على الاسترخاء والسماح لنفسك بالكسل وعدم اتباع روتين معين وتناول ما يحلو لك، يعود الواقع تقريبًا مع انتهاء العطلة. فبدون الضغوطات المرتبطة بأيام العمل الضيقة، وجداول الأطفال المزدحمة والشوارع المزدحمة، تأتي فكرة "إعادة ضبط النفس" وتذهب مع تفكيرك في ما يتطلبه الأمر لتغيير واقعك. واقع من شأنه أن يشمل نسخة أفضل من نفسك جسدياً وعقلياً وعاطفياً. نسخة من نفسك التي تنام بسلاسة طوال الليل، وتستيقظ نشيطًا طوال اليوم، وتتعامل مع الضغوطات بسلاسة، وتهتم بمسؤولياتك بسعادة، بل ويكون لديك الوقت لإعداد وجبات الطعام أو ممارسة الرياضة أو ممارسة هواية مؤجلة. ناهيك عن نسخة من نفسك تتمتع بشعر وبشرة وأظافر أكثر صحة ومزاج أفضل. يا لها من فكرة جميلة. لكن مجرد التفكير في كيفية تحقيق ذلك قد أرهقك. ربما بسبب التقدم في العمر، كما يقولون. ربما بسبب الأمومة. ربما هو الطقس. ربما هناك خطب ما بكِ لم يكتشفه جوجل. أياً كان الأمر، دعيني أؤكد لكِ أن الأمر أقل تعقيداً مما تشعرين به. من خلال التركيز على تضمين بعض المعادن الأساسية في نظامك الغذائي، يمكنك إعادة ضبط نظامك الغذائي لشهر سبتمبر وإنهاء العام وأنت أكثر نشاطاً وتحفيزاً لتصبح النسخة الأكثر صحة من نفسك.
الإلكتروليتات. مشروب ارتبط لفترة طويلة فقط للرياضيين الذين يتعرقون ويحتاجون إلى تعويض ما يفقدونه من التمارين الرياضية. ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الشوارد مهمة بنفس القدر لأولئك الذين تظهر عليهم أعراض الأكسدة البطيئة أو الذين يعانون من بطء الأكسدة (يتم تحديدها من خلال اختبار تحليل الأنسجة والمعادن في الشعر). يمكن أن تشمل أعراض الأكسدة البطيئة الإرهاق المستمر، واضطرابات النوم، وضبابية الدماغ، وانخفاض الحالة المزاجية، ومشاكل في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى جفاف الجلد والشعر والأظافر. ما يعاني هؤلاء العملاء عادةً من نقص في المعادن التي تشكل الشوارد، وهي الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم. من خلال التركيز على شرب الشوارد أو تناول الأطعمة الغنية بهذه المعادن الثلاثة المهمة، يمكن للمرء أن يدعم التنشيط السليم لخلايا الجسم. سيؤدي هذا التنشيط إلى مزيد من الطاقة (مما يؤدي إلى تحسين المزاج والنوم)، وترطيب أفضل (الذي يؤثر على البشرة والشعر والأظافر)، وذهن أكثر صفاءً بالإضافة إلى هضم أفضل. أحد الأسباب التي تجعلنا نعاني من نقص في هذه المعادن هو أن أجسامنا تستخدم هذه المعادن للتعامل مع كمية الإجهاد المستمرة التي تمر بها أجسامنا، سواء كان جسدياً أو نفسياً. من خلال العمل على تجديد احتياطياتنا الداخلية من ملح البحر والبوتاسيوم والمغنيسيوم، عندها فقط سنتمكن من "إعادة ضبط" طاقتنا والشعور بالتحسن.
يُعتبر الصوديوم، وهو المعدن المفضل لدي، البطارية البشرية المستخدمة في الاستجابة للضغط النفسي كوقود. ينظم الصوديوم وظيفة الغدد الكظرية، وهي الغدد الأساسية المسؤولة عن إدارة عملية الأيض في الجسم والاستجابة للضغط النفسي. يعاني غالبيتنا من نقص في الصوديوم، لذلك فإن تعويضه يومياً بملح البحر عالي الجودة أمر بالغ الأهمية إذا أردنا دعم الغدد الكظرية المرهقة. مع المزيد من الطاقة، نكون قادرين على التعامل مع يومنا بشكل أفضل، ونتمتع بمزاج أفضل، بالإضافة إلى النوم بشكل أعمق.
يعمل البوتاسيوم، وهو العامل المساعد للصوديوم، على تحديد التيار الكهربائي للجسم الذي يؤثر بدوره على صحة القلب ووظائف الأعصاب. كما أن البوتاسيوم مهم أيضاً لصحتنا الإدراكية والعقلية، وعند نقصه يمكن أن نعاني من أعراض فقدان الذاكرة والإفراط في التفكير والقلق. والأهم من ذلك، يعمل البوتاسيوم على توعية الخلايا بهرمون الغدة الدرقية، وهو عضو مهم آخر يحرك صحة الأيض في الجسم.
الماغنيسيوم هو معدن آخر مهم لصحة الغدد الكظرية لدينا، وهو مطلوب في الجسم بكميات كافية لأنه المعدن الذي يتم حرقه بمعدلات أعلى أثناء الإجهاد البدني أو النفسي. لا يقتصر دور المغنيسيوم على كونه مرخياً لشد العضلات ومهماً لاستعادة العضلات عافيتها فحسب، بل يدعم المغنيسيوم أيضاً الجهاز الهضمي ويمكن أن يساعد في رفع الإمساك. وبسبب تأثيره المهدئ على الجسم، فقد تم استخدامه على نطاق واسع للمساعدة في تحسين المزاج والنوم.
لقد سجل التاريخ قول أبقراط "كل الأمراض تبدأ في الأمعاء". ولا يمكن أن يكون أقرب إلى الحقيقة التي لا تزال تتكشف في العلم عن أهمية الأمعاء ودورها في تشكيل حالتنا النفسية والعقلية والجسدية. ولضمان الامتصاص السليم، نحن بحاجة إلى ميكروبيوم قوي وحامض معدة كافٍ لتفكيك الطعام الذي نتناوله. إذا كنت تعاني من الانتفاخ وعدم وجود حركة أمعاء يومية منتظمة، فيمكن افتراض أنك تعاني من قصور في الأمعاء. يدعم ملح البحر إنتاج حمض المعدة المعروف باسم HCL. يشارك البوتاسيوم في تنشيط إنزيمات الجهاز الهضمي. وهذه الإنزيمات ضرورية لتفتيت الطعام وامتصاص العناصر الغذائية بفعالية. والأهم من ذلك أن المغنيسيوم هو مرخي، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من الإمساك يمكن أن يستفيدوا بشكل كبير من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم أو المكملات الغذائية لضمان التخلص من الأمعاء يومياً.
عندما لا يكون الجسم "مشحوناً"، فإن الجسم سيعاني من خلل وظيفي، وبالتركيز على هذه المعادن الثلاثة المنحلّة بالكهرباء يمكنك ضمان أداء وظائف جسمك البدنية والعقلية والنفسية بشكل أفضل. هناك العديد من الطرق المختلفة لتضمين المزيد من هذه المعادن في نظامك الغذائي، من اختيار طعامك بعناية أو المكملات الغذائية. وفيما يلي بعض الطرق المفضلة والبسيطة للبدء:
-ابدأ يومك بجرعة من عصير الليمون الحامض مع قليل من ملح البحر في الماء بدلاً من فنجان قهوة. سيوقظ ذلك جسمك على المستوى الخلوي.
-اشرب الماء المنحل بالكهرباء (اختر ماركة نظيفة لا تحتوي على إضافات وجرعة جيدة من المعادن الثلاثة التي ذكرناها). يمكنك اختيار ماء جوز الهند الذي سيمنح جسمك الترطيب الذي يحتاجه أيضاً. ماء جوز الهند هو إلكتروليت طبيعي رائع يحتوي على أكثر من 400 ملغ من البوتاسيوم!
-لا تخجل من تمليح طعامك بملح البحر طوال اليوم. فملح البحر رائع للهضم وسيساعدك بالفعل في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام والوجبات الخفيفة. أحمل في حقيبة يدي مملحًا صغيرًا عالي الجودة من ملح البحر وأضعه على كل شيء، سواء كان مشروبات أو طعامًا.
-التمر غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم وهو بمثابة وجبة خفيفة طبيعية رائعة لا تحتوي على نسبة عالية من مؤشر نسبة السكر في الدم كما يعتقد الكثيرون.
-● حمامات ملح إبسوم، المعروفة أيضًا باسم حمامات كبريتات المغنيسيوم، هي طريقة رائعة لتجديد نشاط الجسم وضمان الحصول على نوم جيد ليلاً بعد يوم مرهق.
وكما قال توني روبنز، "كلما ارتفع مستوى طاقتك، زادت كفاءة جسمك. وكلما زادت كفاءة جسمك، كلما شعرت بأنك أفضل، وكلما استخدمت موهبتك لتحقيق نتائج مذهلة." ابدأ رحلتك الصحية بتضمين هذه المعادن الثلاثة في نظامك الغذائي بعناية وستلاحظ التحول في طاقتك!
مقال بقلم : هند الخليفي، HTMA-P، مختبرات الصحة المتقدمة